الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
ماذا لو تعايشت إيران؟
خالد الجاسر

ماذا لو تعايشت إيران؟ والفرصة الأخيرة لإحياء محادثات فيينا عنوانه "الدبلوماسيون يواجهون فرصة أخيرة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني المجمد"، ومخاوف مجموعة (5 +1) من فشلها وضياع الفرصة الدبلوماسية الأخيرة لحل الأزمات الإقليمية، التي أصبحت حيوية بشكل متزايد مع سعي القوى العالمية لإحياء اتفاق عام 2015، وجهود تحقيق العودة المتبادلة إلى التنفيذ الكامل للاتفاق النووي وهو المرهون بمطالب كإسقاط تصنيف الحرس الثوري كونه إرهابياً على الرغم من أن قادة الحرس طلبوا ألا تكون المسألة "عقبة" أمام الاتفاق بحال كان يضمن مصالح طهران.

وأيضاً الإفراج عن أكثر من نصف مليار دولار محتجزة في الولايات المتحدة نتيجة العقوبات، منذ فترة دونالد ترامب، مما يعني إمكانية سداد طهران ديونها المُستحقة إلى موسكو، وبالتالي ترك الحرية لإيران تجارياً سيُقوي علاقاتها التجارية مع موسكو.. وبالتالي تُؤثر سلباً على سير عملياتها في الحرب الأوكرانية.

ماذا لو تعايشت إيران؟ وأدواتها التقليدية، لمواكبة مرحلة ما بعد حرب أوكرانيا واتفاق فيينا.. وخسارة الأغلبية في البرلمان اللبناني وطلاق حزب الله وحلفاؤه بعدما كانت قوة سياسية وعسكرية لإيران في البلاد بقرابة سبعين مقعداً من إجمالي 128 في البرلمان المنتهية ولايته، ليخسرها مقابل مكاسب للمستقلين ولوائح المعارضة المنبثقة عن التظاهرات الاحتجاجية ضد السلطة السياسية التي شهدتها لبنان قبل أكثر من عامين بـ 13 مقعداً على الأقل في البرلمان الجديد، ولم يتضح بعد العدد النهائي للمقاعد التي سيجمعها مع حلفائه، لكنه لن يتمكن قطعاً من الوصول إلى 65 مقعداً، وفق ما أظهرته النتائج النهائية، منهم 12 وجهاً جديداً، لم يسبق لهم أن تولوا أي مناصب سياسية، في بلد يقوم نظامه السياسي على المحاصصة الطائفية.

فهل تترك إيران وميليشياتها لبنان بعد أن دمرتها، هي وسوريا، في ظل انشغال ضابط الإيقاع الروسي بالمواجهة بين تل أبيب وطهران في بلاد الشام عبر الغزو لأوكرانيا، والابتعاد عن اليمن وسائر الميادين استجابة للشروط التي طرحتها واشنطن بالتهدئة الإقليمية إذا ما أرادت رفع "الحرس الثوري" من قائمة الإرهاب؟ فالحزب شريك ومتدخل بقوة في اليمن مع الحوثيين وفي سوريا.. متناسيةً إسرائيل التي تُجري حالياً وحتى الشهر القادم مناورات تُحاكي ضربة واسعة النطاق على منشآت نووية إيرانية باستخدام الذكاء الاصطناعي.

ماذا لو تعايشت إيران؟ والتموضعات الإقليمية الجديدة التي تتطلب الترتيبات والتوافقات بالمنطقة الشرق أوسطية، خاصة الخليجية، ما يسمى بتكوين أحلاف جديدة قد تُغير ملامح العلاقات ويجعلها في صورة ضبابية مع النظام الإيراني، الذي حكمتهُ هزّات وحروب مُدمرة منذ نشأة النظام الشيعي، مما جعل علاقات دول مجلس التعاون الخليجي بإيران محفوفة بالمخاطر، رغم أن تلك التوترات السياسية تتعايش مع العلاقات الاقتصادية العميقة، فببساطة دول الخليج ذات الروابط الاقتصادية الجمة، هي الشريان الاقتصادي والسياسي، ثانياً لنظام طهران الذي يجب عليه الرضوخ لمبدأ العقل والاشتراط الأمريكي بتغيير سلوكها الإقليمي مع المملكة العربية السعودية التي مدت يد الخير لها، وهي تتعنت رغم القنوات العلنية عبر سلطنة عمان، والعراق، إلا أنه ما زالت بصمات أصابعها تطال حرب اليمن، وقصف المنشآت النفطية السعودية والإماراتية، وهو ما ستنكشف حقيقته في الأيام المقبلة، بعد مساعي إحراز تقدم عبر القنوات الخلفية بين طهران والرياض مؤخراً.

ماذا لو تعايشت إيران؟ والصعوبات الاقتصادية التي يُعايشها الإيراني، وزيادة الأسعار بكافة المكونات، وهو ما ألهب حفيظة الشعب مُحتجّاً في سلسلة احتجاجات واسعة ذات خلفية اقتصادية، لقطاعات مهنية مختلفة تطالب بتحسين الوضع المعيشي وزيادة الأجور أو رواتب التقاعد، كان أبرزها في نوفمبر 2019، متكرراً مشهدها للآن، وسقوط ضحايا على هامشها، وطالت مستوى المعيشة وسعر صرف العملة، والتضخم الذي تجاوز عتبة 40 % سنوياً. ويُقدرها البعض بأنها تزيد عن 50٪، من عدد السكان البالغ 82 مليون نسمة، نصفهم تحت خط الفقر.

ورغم الوعود المتكررة بلا صدق لرئيسي بأن حكومته التي تولت مهامها في أغسطس 2021، ستقوم بإصلاح نظام الدعم الذي اعتمدته حكومة سلفه روحاني في 2018، مُتعهّداً ألا يكون هناك ارتفاع في أسعار الخُبز والوقود والدواء. وبالعكس سجلت الأسواق ارتفاعاً كبيراً في الأسعار بأربعة أضعاف.

 

ليفانت – خالد الجاسر

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!